وأطلق أليك بالدوين (63 عاما) الرصاص من سلاح ناري كان يفترض أن يكون محشوا برصاص فارغ (مسدس بارد)، لكن السلاح كان محشوا برصاص قاتل، وهو ما يطلق عليه مصطلح "المسدس الساخن"، فأردى مديرة التصوير مقتولة على الفور، بينما تم نقل المخرج للمستشفى لتلقي العلاج.
فيلم "مع الذكريات" الذي قدمته السينما المصرية عام 1961، أي قبل 60 عاما كاملة من الآن، تضمن مشهد حادثة بالدوين حرفيا، حيث أن بطل الفيلم أحمد مظهر والذي كان يقوم بدور ممثل مشهور في الفيلم، أقدم على قتل مريم فخر الدين التي كانت تقوم بدور ممثلة.
وقال الناقد السينمائي المصري أحمد السماحي لموقع سكاي نيوز عربية، إن المسألة ليست تنبؤ بقدر ما هي استشراف للمستقبل، موضحا أن "الفن الصادق الحقيقي يستشرف المستقبل بكل سهولة".
وأكد أن المبدعين والفنانين الحقيقيين حينما يقدمون عملا تكون فيه رؤية سابقة لعصرها دائما، وأشار إلى ان هذا القدرة وتلك الرؤية ليست عند كل من يعملون بالفن بل لدى المبدعين منهم فقط.
وأضاف أن "سعد عرفة مؤلف ومخرج فيلم مع الذكريات كان مبدعا حقيقيا، وقد ظلمه الإعلام كثيرا ولم يحصل على حقه، رغم انه هو من استشرف مثلا ما سيحدث للجماعات الدينية التي تشوه الدين وكشف زيفها في أفلام كثيرة منها فيلم الملائكة لا تسكن الأرض، فقد كان هذا الفيلم نبوءة للمستقبل فعلا".
وأوضح السماحي أن ما تنبأ به فيلم "مع الذكريات" المصري والذي وقعت أحداثه بعد 60 عاما في أميركا، هو أمر يثير الدهشة فعلا ويؤكد أن السينما المصرية كان فيها مبدعون بحق، وهذا الإبداع لا يحدث إلا عندما تتحقق المعادلة الثلاثية، وهي كاتب مبدع ومخرج له رؤية وممثل مؤمن بالفن ورسالته.