
هذه القناعة هي التي حتّمت على رئيس الحكومة الاتصال بوزير الاعلام يوم الجمعة الفائت والطلب منه "تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية".
والامر نفسه كرره رئيس الحكومة امس في خطابه في السراي الكبير دعوة وزير الاعلام "الى تحكيم ضميره وتقدير الظروف واتخاذ الموقف الذي ينبغي اتخاذه، وتغليب المصلحة الوطنية على الشعارات الشعبوية".
ومن هذا المنطلق تنفي مصادر مطلعة على موقف رئيس الحكومة ما تم تسريبه من معلومات مغلوطة تحت عنوان "العرض الميقاتي". وتؤكد ان "الاخبار" غير صحيحة،وان رئيس الحكومة، الذي تريث في الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء، بعد مطالبة وزراء الثنائي الشيعي مجلس الوزراء باتخاذ قرار باقالة القاضي طارق البيطار، لم يطرح عقد جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة ملف قرداحي، بل اعتبر ان مدخل الحل ينطلق من موقف يتخذه الوزير بنفسه.
وتؤكد المصادر" ان تواصل رئيس الحكومة مع القيادات الداعمة للحكومة امر طبيعي في اطار السعي لايجاد حل لمشكلة "وقعها أكثر قسوة عليه" من اي موقف سياسي يتخذه هذا الفريق او ذاك، كون هذه المشكلة تطال جوهر علاقة لبنان بعمقه العربي وقد تنعكس سلبا على الاف العائلات اللبنانية في الخليج العربي".
كما تؤكد المصادر" ان قرار رئيس الحكومة بالتحدث امس في حفل لوزارة السياحة في السراي الحكومي متخذ قبل اسبوعين، وان الخطوط العريضة لكلمته كانت معدة منذ ما قبل عودته من قمة المناخ في غلاسكو".
كما تشدد المصادر على" ان مواقف الرئيس ميقاتي نابعة من قناعات شخصية بحتمية الحفاظ على العمق العربي للبنان، وهو في هذا الموضوع يتلاقى مع قناعات الكثيرين من القيادات اللبنانية وابناء الشعب اللبناني، وهو ليس من النوع الذي يخضع للضغوط من اي جهة اتت".
وتختم المصادر" بدعوة من يقفون وراء هذه"الاخبار المغلوطة"الى الكف عن قلب الحقائق والتعاون مع رئيس الحكومة لحل هذه الازمة وتداعياتها، والى" اختصار الطريق والقيام بالخطوات المطلوبة للمساهمة في الحل، مع التشديد على عودة الحكومة الى العمل بنشاط وإيجابية وتعويض الأيام التي ضاعت هدراً في مناكفات مجانية"، كما قال في خطابه بالامس.