جاري تحميل ... D N P

اخبار لبنان و العالم

إعلان الرئيسية

وفيات

الصفحة الرئيسية أمسيات وعبادة... رمضان يعيد الفرحة التي سرقتها 'كورونا'

أمسيات وعبادة... رمضان يعيد الفرحة التي سرقتها 'كورونا'

حجم الخط




قالت "الجزيرة" ان  شهر رمضان يتميز عن كل شهور السنة  بطقوسه الخاصة وأجملها تبييض القلوب والتسامح مع أقرب الناس وتجديد العهود الطيبة وترجمة النظرية الأخلاقية إلى ممارسات، وتبدأ من الإعداد للجمعات العائلية ومساعدة من هم بحاجة إلى مساعدة مغلفين أيادينا بالستر والفضيلة.


وبعد رمضانين صامتين مرا بصعوبة حدت من التجمعات التي تعشقها مجتمعاتنا، والتي لها دور في ضخ الدماء الحيوية بعروق العائلة، يأتي رمضان والمجتمع تشبع من مهارات العزل والوحدة والانعزال.


رمضان يحلو بزينته وأمسياته


الحاج أبو عبد الله يفتقد وعائلته، كغيره من المسلمين، عادات وطقوس عدة غابت العاميين الماضيين، بقوله "سرق الوباء منا لمات وعادات جميلة نشأنا عليها منذ الصغر، في بيوت آبائنا وأجدادنا، منها اللمات العائلية في أيام الصيام، والالتقاء بالأصدقاء والجيران والتجمع للذهاب معا لأداء صلاة التراويح في المساجد، وغيرها العديد".


ويرى أبو عبد الله أن رمضان هذا العام يحلو بزينته وأمسياته وسحوره المميز، وزينة نوافذ المنازل، وعودة الجوامع لتكون ساحة للنشاطات التطوعية والعبادة.

 

ويشاركه الرأي أبو محمود بقوله "اشتقنا لطقوس رمضان، وتفاصيل أيام الخير، وسنعود لها هذا العام بإذن الله"، مستدركا، و"مع ذلك يجب أن نلتزم بالكمامة، فلا يزال الخوف الملازم للوعي موجودا، ولا يجوز الاستهتار، كون رمضان جاء في فترة نقاهة كورونا، فيتوجب الحذر قدر الإمكان والحفاظ على صحة سليمة وعدم التواجد في جلسات ذات تجمعات كثيرة".


ويضيف أبو محمود "لننعم برمضان من أجل القيام بالعبادات، وتيسير أمور من يحتاجون المساعدة، فأهلا برمضان الكريم، والذي ستحل بركاته على الجميع، سيجتمع الجميع بالفطرة، وسيعبرون عن فرحتهم باللقاء متجاوزين كل ما مضى ومعتبرين مما مضى، وسنفتح صفحة المستقبل بكل مودة ومحبة، فلكل مرحلة نهاية وهي بداية لقادم مليء بالأمل والمحبة".


الجائحة وأثرها على العبادات

استشاري الاجتماع الأسري مفيد سرحان يقول للجزيرة نت "لعل ما يميز شهر رمضان هذا العام، أنه يأتي بعد صيام عامين أثناء تأثير جائحة كورونا، وما صاحبها من إجراءات صحية واقتصادية واجتماعية وتربوية، أثرت على طبيعة بعض العبادات، خصوصا صلاة التراويح والتقارب في الصلوات بالمساجد، نظرا لإجراءات التباعد الجسدي التي فرضتها الدول، وكذلك إلزامية ارتداء الكمامات".

 

ويبين سرحان أن استعدادات الأسرة لرمضان تبدأ مبكرا، وقبل قدوم هذا الشهر الفضيل، وهي استعدادات معنوية واستعدادات مادية، فالمسلم يتهيأ نفسيا لاستقبال رمضان، ويهيئ أسرته وأبناءه، بالتذكير بفضائل الصيام وأهميته، فهو دورة تدريبية سنوية مجانية، يتعلم فيها الصائم أمورا كثيرة، منها الصبر والحلم والشعور مع الآخرين.


كما يعقد المسلم العزم على صيام هذا الشهر، لما فيه من أجر عظيم وقيام لياليه. والكثير من الأشخاص يحرصون على مراجعة النفس قبل رمضان ويتفقدون علاقاتهم مع الآخرين، خصوصا الأرحام والأقارب، ويحرصون على أن تتصافى النفوس وأن يتم تجاوز الخلافات والشحناء. كما تضع بعض الأسر برنامجا عمليا لاستثمار رمضان بالصالح من الأعمال. وفق سرحان.



الاستعداد المادي


يقول سرحان "هنالك الاستعداد المادي لاستقبال شهر رمضان، حيث اعتادت الكثير من الأسر على تزيين منازلها، فرحا وابتهاجا بقدوم هذا الضيف العزيز، والزائر الكريم، الذي يأتي محملا بالهدايا والهبات الكثيرة".


كما يتعاون الجيران في تزيين مداخل العمارات والأحياء، ويشارك في ذلك الرجال والشباب والأطفال، الذين يشعرون أن شيئا مهما قادم عليهم يستحق هذا الابتهاج، فيترك ذلك أثرا كبيرا، وأكثر من يفرح بذلك هم الأطفال، حيث يترك ذلك أثرا كبيرا في نفوسهم، وتبقى هذه الذكريات لديهم وإن كانوا لا يدركون حقيقة الصيام. وفق سرحان.


ويضيف "تقبل النساء على تنظيف البيوت وتزيينها وتفقدها، وتقوم الأسر بتأمين بعض الاحتياجات، حيث اعتادت الكثير من الأسر على ذلك، وإن كان رمضان هو شهر الاعتدال والاقتصاد لا شهر الإسلاف وزيادة النفقات".


عودة اللقاءات


وينوه سرحان إلى أنه ضمن طقوس رمضان هذا العام، تقوم كثير من الأسر بالترتيب لدعوة الأرحام والأصدقاء لموائد الإفطار وهي عادات متوارثة، تجمع الأرحام والأصدقاء على موائد الإفطار، لتتوثق الصلات الاجتماعية، ويفرح بها الأبناء والأطفال، وإن كانت بعض الأسر تبالغ كثيرا فيما تنفقه على هذه الدعوات؛ نظرا لإمكانياتها المادية المحدودة، خاصة وقد اضطرت الأسر إلى عدم إقامة مثل هذه اللقاءات خلال العامين الماضيين، بسبب طبيعة الإجراءات الوقائية الصحية التي منعت التجمعات الكبيرة.


الماء والتمر والقهوة للمصلين


وينتظر المسلمون أيضا إقامة صلاة التراويح في المساجد بصورة طبيعية هذا العام، وفق سرحان، وهي فرصة لالتقاء أهال الحي في المسجد لأداء صلاة التراويح جماعة، لتكون فرصة أيضا لمزيد من التعارف وتمتين العلاقات في كثير من المساجد.


ويحرص عدد من المصلين على تقديم الماء والتمر والقهوة وبعض الحلويات للمصلين ابتهاجا وفرحا وطلبا للأجر والثواب.


واعتادت بعض النساء على المشاركة في صلاة التراويح في المسجد، حيث يتم تخصيص أماكن خاصة. كما يتطوع الشباب والأطفال على خدمة المصلين وتنظيم الدخول والخروج وتقديم الضيافة لهم.


موائد الرحمن


وفي هذا العام ستعود "موائد الرحمن" في الأردن، وهي عادة رمضانية يقوم عليها عدد من المحسنين والمؤسسات الخيرية التي تحرص على إعداد أماكن خاصة تُقدم فيها وجبات الطعام أو مكوناتها للأسر المحتاجة خلال هذا الشهر في صورة ناصعة مشرقة حول المجتمع الأردني في تكافله وتعاونه، وفق سرحان.


وقبل الإفطار بوقت قصير اعتادت مجموعات شبابية على تقديم الماء وحبات من التمر على الطرق الخارجية والإشارات الضوئية، ليتناولها من حالت ظروفهم للوصول إلى أماكن سكناهم قبل موعد أذان المغرب، ويتسابق الخيرون على تقديم الدعم لهذه المبادرات الشبابية. كما أن التخفيف من الإجراءات الوقائية هذا العام سيكون له أثر كبير على التقاليد الرمضانية وعلى خصوصية هذا الشهر.


ويختم سرحان، مع عدم الإعلان عن انتهاء وباء كورونا، فإنه من الضروري المحافظة على الإجراءات التي تمنع انتقال الوباء، وخصوصا لدى فئة كبار السن والمرضى.


(الجزيرة)