جاري تحميل ... D N P

اخبار لبنان و العالم

إعلان الرئيسية

وفيات

الصفحة الرئيسية بين فرنجية وباسيل.. هل يضطر "ح z ب ا لله" إلى الاختيار؟!

بين فرنجية وباسيل.. هل يضطر "ح z ب ا لله" إلى الاختيار؟!

حجم الخط



رغم مرور ما يقارب "نصف" المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتحديد موعد لجلسة انتخابية "أولى" الخميس المقبل، لا تزال مواقف الكثير من الأفرقاء "مبهمة" من الاستحقاق، بما فيها موقف "حزب الله" الذي يصنّف في العديد من الدوائر "لاعبًا أساسيًا" على خطّ المعركة المرتقبة، ولا سيما في ضوء "الكباش" المستمرّ بين حليفيه الوزيرين السابقين جبران باسيل وسليمان فرنجية.

 

فخلافًا للكثير من التوقعات، لم يتبنّ "حزب الله" حتى الآن ترشيح رئيس تيار "المردة" المؤجَّل منذ أكثر من ستّة أعوام، يوم كاد يصل إلى الرئاسة، فأحجم الحزب عن دعمه بحُجّة "الوعد" الذي قطعه لـ"جنرال الرابية" آنذاك. ومع أنّ الكثير من المراقبين يكادون يجزمون بأنّ فرنجية هو "المرشح المفضّل" بالنسبة إلى الحزب، فإنّ الأخير لا يزال ملتزمًا "الصمت"، وهو لم يعلّق حتى على قول "البيك" إنّه ليس مرشحه، ولو كان "يرتاح" له.


ولعلّ "كلمة سرّ" صمت "حزب الله" تكمن تحديدًا في موقف جبران باسيل، الذي يدرك الجميع حجم "طموحه الرئاسي"، ولو أبدى في العَلَن "زهدًا" بالرئاسة وبكلّ المناصب، كما أوحى في حديثه الأخير، حين ذهب لحدّ القول إنّ "من هم مثله" لا يمكن أن يُنتخَبوا رؤساء، علمًا أنّ جمهور الحزب يطرح علامات استفهام حول بعض مواقف باسيل غير المفهومة، وآخرها سحبه "المقاومة" من "المعادلة الذهبية"، في إشارة لم تَخلُ برأي كثيرين من الدلالات.


"حزب الله" يتجنّب الإحراج


ليس خافيًا على أحد أنّ "حزب الله" يحاول بكل ما أوتي من قوة، تجنّب "الإحراج" بين حليفيه باسيل وفرنجية، ولذلك فهو يعتكف بالصمت، بانتظار لحظة الحسم بالحدّ الأدنى، علمًا أنّ "الخطة ألف" التي كان رهانه مركَّزًا عليها، تكمن في "التقريب" بين الرجلين، ليتفقا فيما بينهما على مقاربة موحّدة، ومن هنا كان الإفطار الرمضاني الشهير الذي جمعهما قبل الانتخابات النيابية، برعاية الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.


إلا أن مفاعيل هذا الإفطار لم تصمد لوقت طويل، إذ عادت المناكفات والخلافات بين الرجلين للظهور في الآونة الأخيرة، حين قال باسيل إنه لا يجد "مبرّرًا" لدعم فرنجية رئاسيًا، وتذرّع بجمهور "التيار الوطني الحر" الذي لا يستطيع "إقناعه" بخوض "معركة" رئيس تيار "المردة" بعد كلّ "التباسات" العلاقة، ولو أنّ فرنجية فضّل عدم الدخول في "سجال" معه، مكتفيًا بتوصيفه بـ"حبيب قلبي"، بطريقة وُصِفت بـ"الساخرة".


وإذا كان هناك من يلمّح إلى أنّ "انقلاب" باسيل على فرنجية من جديد، بعد مرحلة من "التقارب النسبي"، ترجمت بأكثر من استحقاق، جاء بعد فشل "المفاوضات" بين الرجلين، ورفض رئيس تيار "المردة" ما وُصِفت بـ"شروط" باسيل للمضيّ به مرشحًا رئاسيًا "قويًا"، فإنّ هناك من يعتقد أنّ رهان "حزب الله" على تقريبهما أضحى "شبه مستحيل"، بعدما ارتفعت الأسقف، وبات "ترميم" الخلافات مهمّة تعجيزية إلى حدّ بعيد. 


إلى التسوية دُر؟!


من هنا، يعتقد كثيرون أنّ "حزب الله" قد يجد نفسه مضطرًا إلى "الاختيار" بين حليفيه، بدل توجيه الرسائل في كلّ الاتجاهات، فإذا كان السيد نصر الله عرف كيف "يسايرهما" مثلاً في خطابه الأخير، الذي وجد فيه باسيل مثلاً ما يرضيه بالحديث عن "الحيثية"، فإنّ السؤال يبقى: ماذا بعد تحديد موعد جلسة الانتخاب الرئاسية؟ هل يبقى "حزب الله" على اعتكافه، أم يذهب باسم محدّد ليخوض "معركته" كما فعل في الاستحقاق السابق؟!


يستبعد العارفون أن يعمد "حزب الله" إلى تكرار "سيناريو" الانتخابات السابقة في الوقت الحاليّ، فهو قد "يرتاح" لاسم فرنجية فعلاً، كما أوحى الأخير، إلا أنّه لا يريد "التفريط" بعلاقته مع رئيس "التيار الوطني الحر"، رغم أنّ الأخير "يحشره" في مكان ما، ولذلك فهو لن يخوض أيّ معركة سوى بالتنسيق والتوافق المسبق مع الحليفين، بمعزل عن تباعدهما، ولو أنّه يؤجّل هذا الأمر إلى حين تدقّ "ساعة الجدّ"، والتي قد لا تكون مرتبطة بجلسة الخميس. 


وإذا كان هؤلاء يعتقدون أنّ "حزب الله" سيترك الأمور انطلاقًا من ذلك إلى وقتها، وحتى "تنضج" معطيات الاستحقاق الرئاسي بشكل كامل، فإنّ هناك بينهم من يكاد يجزم بأنّ الحزب قد يفضّل خيار التسوية على "اضطراره" لأخذ موقف قد يكلّفه الكثير على مستوى تحالفاته، وهو لذلك ربما يبدي "انفتاحه" على مبدأ التفاهم والتوافق، الذي يعتقد أنه قد يكون "الأنسب" في المرحلة الحالية، على مستوى الوطن، ولكن وفق معاييره الخاصة أيضًا.


كثيرة هي علامات الاستفهام التي تُطرَح عن سبب "مماطلة" حزب الله في تحديد موقفه من الاستحقاق الرئاسي، خلافًا لتجربة الانتخابات الماضية، إلا أنّ العارفين بأدبيّات الأخير يجزمون أنّ مقاربته اليوم لا تشبه مقاربة الماضي، ليس بالضرورة لأنّه غير راضٍ عن "العهد" الذي اعتُبِر "عرّابه" بشكل أو بآخر، ولكن لأنّ ظروف الماضي لا تشبه ظروف اليوم، ولأنّ "مصلحته" المتمثلة بتحالفاته، تبقى بالنسبة إليه، "الأولوية المطلقة"...