جاري تحميل ... D N P

اخبار لبنان و العالم

إعلان الرئيسية

وفيات


شهد لبنان في الأسابيع والايام الأخيرة تصاعدًا لافتًا في مواقف التهويل بحصول حرب إسرائيلية شاملة، لا تشبه أي مواجهة سابقة. التحذيرات هذه المرة ليست فقط من الإعلام العبري، بل تتقاطع مع رسائل ديبلوماسية أميركية واضحة: إما أن يقدّم لبنان إجابات مُرضية على ورقة توم براك كما تريدها واشنطن، أو أن البديل قد يكون عملًا عسكريًا إسرائيليًا واسعًا.

 

لكن السؤال الجوهري يبقى: ما هي غاية هذه الحرب المحتملة؟


إذا كان الهدف المعلن هو تدمير قدرات حزب الله الصاروخية والعسكرية، فإن هذا يتطلب من إسرائيل أن تعرف بدقة مواقع هذه القدرات. وإن كانت تعرفها، فهي قادرة على استهدافها بضربات موضعية من دون الدخول في حرب شاملة، خاصة أن الحزب لا يرد على كل هذه الاستهدافات كما حصل مرارًا في لبنان.


أما إذا كانت لا تعرف مواقع هذه القدرات، فهي بذلك تدخل مغامرة غير محسوبة النتائج، تختلف كليًا عن حرب أيلول الماضي التي بُنيت على تقديرات دقيقة وحسابات محددة.


أما إذا كان الهدف هو الضغط على المدنيين اللبنانيين عبر قصف واسع وممنهج للبنية التحتية، بهدف خلق نقمة شعبية على حزب الله، فإن التجربة أثبتت أن هذا النوع من الضغط يؤدي غالبًا إلى رد عنيف من الحزب يتجاوز الخطوط الحمراء، عبر استهداف مناطق إسرائيلية حيوية، بما فيها مراكز مدنية، وتجاوز كل القواعد التي عمل بها الطرفان في حرب ايلول.


وفي حال كان الهدف عملية برية واسعة داخل الأراضي اللبنانية، فإن الأمر يعني انخراط إسرائيل في حرب طويلة ومعقّدة، وهو ما لا يبدو منسجمًا مع المزاج الأميركي الحالي الذي يدفع نحو خفض التوترات وإنهاء النزاعات المفتوحة في المنطقة.


لكل هذه الأسباب، يبدو أن التهويل بالحرب لا يمكن التعامل معه كأداة ضغط فقط. فالتهديدات جدّية، لكنها محاطة بتساؤلات كبرى حول جدوى الحرب وجدول أعمالها. فهل نحن أمام محاولة انتزاع تنازلات لبنانية بالقوة؟ أم أن المنطقة فعلاً على أبواب انفجار غير مسبوق إذا لم تنجح الجهود السياسية والدبلوماسية في ضبط الإيقاع؟ الأيام المقبلة وحدها تحمل الجواب.


 
المصدر: خاص "لبنان 24"